تأثير الصيد الجائر على الثروة السمكية

لا تختلف البيئة البحرية عن أي فرع آخر من فروع البيئة مثل الصحراء أو الغابات أو غيرها، فالعنصر الذي لا غنى عن وجوده في أي نظام بيئي سليم هو التوازن، حيث أن الحفاظ على التوازن بين نشاطات أعضاء ومكونات نظام بيئي معين هو الذي يؤدي لاستمرار ذلك النظام بالشكل الذي نعرفه، أما الاختلال الذي يطرأ على النظام، أو على نشاطات مكوناته، فهو الذي يقود إلى الاختلال، وبالتالي ظهور الأعراض السلبية، وتدهور الوضع البيئي. ويمكن لمثل تلك الاختلالات أن تنشأ نتيجة لعوامل طبيعية (مثل التغيرات المناخية)، أو نتيجة لتدخل الإنسان في ذلك النظام بشكل أو بآخر، مما قد ينتج عنه آثار قصيرة أو بعيدة المدى، أو آثار لا يمكن تصحيحها.

الثروة السمكية إحدى أهم مكونات البيئة البحرية
 والثروة السمكية هي إحدى المكونات الحية للبيئة البحرية، وتعد من أهم المصادر الطبيعية التي استغلها الإنسان كمصدر للطعام، وقد تغير الوضع نوعاً ما هذه الأيام حيث تحول جزء كبير من إنتاج المصائد السمكية في بقاع مختلفة من العالم إلى مواد خام لصناعات أخرى، كما أن التطور في استخدامات الثروة السمكية، صاحبه نمو متزايد في عدد سكان الأرض، نتج عنه زيادة الحاجة لاستهلاك الغذاء، وخاصة الغذاء الغني بالبروتين. ولذلك كانت الحاجة ماسة لزيادة الإنتاج من الأسماك، التي تعتبر من الأغذية الغنية بالبروتين، وزاد استغلال الثروة السمكية بالقرب من المناطق الساحلية في كثير من البلدان، مما اضطر بعض منها أن تبحث عن الثروات السمكية في مناطق بحرية بعيدة عنها. وأدى ذلك إلى ازدياد أحجام أساطيل صيد الأسماك، وإلى ازدياد حجم القوارب، وزيادة كفاءتها، خاصة مع بدء استخدام المحركات العاملة بالطاقة بدلاً من الأشرعة والتجديف لتسيير قوارب الصيد. وظهرت أساطيل متخصصة في صيد أنواع معينة من الأسماك، وجابت هذه السفن البحار المختلفة، بحثاً عن صيد جديد، وأنواع جديدة تستغلها.                                  
وتتأثر الثروة السمكية بأمرين، هما:
العوامل الطبيعية، ونشاط الإنسان.
وفي حين أن العوامل الطبيعية أمر لا يمكن التحكم فيه أو السيطرة عليه، إلا أن أثر الإنسان المتمثل في صيد الأسماك هو عملية يمكن ضبطها، بل يلزم القيام بها وذلك ليكون استغلال الثروة السمكية استغلالاً رشيداً وليس جائراً.
 أولاً: العوامل الطبيعية:
أ - درجات حرارة المياه وملوحتها، والتيارات المائية، وتوزيع المغذيات والعناصر الغذائية الأساسية.
 ب - وفرة الغذاء الكافي لكل طور من أطوار حياة الأسماك.
 ج - علاقاتها مع أنواع الأسماك ومكونات البيئة البحرية الأخرى (مفترسة أم غذاء لأسماك أخرى)، حسب موقعها من السلسلة الغذائية.
وتؤثر هذه العوامل على حجم المخزون السمكي الطبيعي سلباً أو إيجاباً، في مرحلة من مراحل حياة نوع الأسماك أو مجموعة الأسماك موضع الاهتمام. فالكل لابد وسمع بتأثير "النينو"، وهي عبارة عن ظاهرة طبيعية تنتج عن تيارات ماء دافئة تسير بمحاذاة شواطئ أمريكا الشمالية والجنوبية وتتسبب في سقوط الأمطار الإعصارية. حيث وجد بعض الباحثين أن لهذه التيارات أثر كبير جداً على كميات أسماك الأنشوجة ( المعروفة محلياً بالبرية) التي تصاد في دولة بيرو وارتباطها الوثيق معها. كما وجد بعض الباحثين أن أكبر تأثير لظاهرة "النينو" في عام 1982-1983 حيث تسببت في زيادة كبيرة جداً في محصول الربيان في بعض المناطق الساحلية.       
 كما أن وفرة الأسماك من الأنواع المختلفة في شواطئ المغرب الغربية وفي دولة موريتانيا يعود أحد أسبابه لوجود تيارات الماء الدافئة التي تتواجد في تلك المناطق.
وفي دولة الكويت، لوحظ ارتفاع كبير لمصيدات الربيان في عام 1988، وعند دراسة أسباب ذلك، توصل الباحثون إلى أن السبب الرئيسي قد يكون مرتبطاً بغزارة الأمطار في البلاد التي تسير فيها روافد نهري دجلة والفرات، وبالتالي شط العرب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع كمية المياه المتدفقة إلى الخليج العربي في ذلك الموسم، والتي تحمل معها كميات كبيرة من المواد العضوية الأساسية التي تعتبر المكون الأول في السلسلة الغذائية في البيئة البحرية والتي تساعد بعد ذلك في وفرة البلانكتون، بنوعيه النباتي والحيواني. ويشكل ذلك عاملاً مساعداً على بقاء عدد كبير من يرقات الحيوانات البحرية، التي تشكل مصدر الثروة السمكية، على قيد الحياة، ونموها نمواً سليماً، يؤدي في النهاية إلى زيادة المخزون، ويجب أن لا ننسى أن كل تلك العمليات تتم ضمن إطار من التوازن البيئي بين الأنواع المختلفة، والمواد الغذائية المتوفرة لها، وبين الظروف الطبيعية التي تتحكم في عوامل بقائها ونموها نمواً سليماً.                            
 ثانياً: نشاط الإنسان:
للإنسان تأثير مباشر محدود على الثروة السمكية، إلا أن هذا التأثير ذو نتائج كبيرة جداً. أول وأهم هذه الآثار التي يحدثها الإنسان على الثروة السمكية هو التأثير المباشر عليها باستغلاله لها عن طريق الصيد. فعملية الصيد هي استخراج لأنواع محددة أو غير محددة من أنواع الأسماك من بيئتها بقصد استغلالها. كما يؤثر الإنسان بشكل غير مباشر في بعض الأحيان على الثروة السمكية بوجه عام، من خلال بعض النشاطات التي لها آثار جانبية سلبية، مثل التلوث، بأنواعه المختلفة، والذي يسبب أضراراً على الثروة السمكية بوجه عام. كما أن بعض النشاطات الأخرى مثل استصلاح المناطق الساحلية، وتدمير مناطق أشجار (المانجروف)؛ هذه النشاطات يكون لها آثار كبيرة على مناطق حضانة الأسماك المختلفة، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى تناقص المساحات التي يمكن لهذه المخلوقات اللجوء إليها واستغلالها كمناطق حضانة لصغارها، أو كمناطق تكاثر لكبارها. ويبقى الصيد هو العامل الأكبر الذي يتلقى اللوم عند انهيار أحد مصائد الأسماك أو تناقص كميات الصيد بشكل يهدد حيوية تلك الثروة أو قدرتها على تجديد نفسها طبيعياً.                                  
وهنا لا بد أن نفرق بين نوعين من الصيد، الأول هو الصيد الرشيد، والثاني هو الصيد الجائر.
 الصيد الرشيد:
تتمتع أنواع الأسماك المختلفة، التي تشكل بمجموعها الثروة السمكية في منطقة معينة، بالقدرة على التكاثر والنمو في البيئة المحيطة بها بشكل متوازن ودقيق، وهناك عدة عوامل تساهم في ازدياد حجم المخزون السمكي بطريقة أو بأخرى، ومن أهمها:
 معدل نمو الأسماك السنوي.
 كمية البيض التي تنتجها في كل مرة تضع فيها البيض.
 الحجم الذي تدخل فيه الأسماك الصغيرة إلى المصائد التجارية.
 معدل الوفيات الطبيعي للأسماك (نتيجة للافتراس من قبل غيرها، أو للأمراض التي تصيبها، أو غير ذلك من العوامل)
ونجد أن لكل نوع من الأسماك موسم للتكاثر خلال العام الواحد، فلو فرضنا أن بيئة بحرية أو مائية معينة ممنوع الصيد فيها نهائياً، فستتكاثر أنواع الأسماك الموجودة فيها سنوياً إلى أن تصل إلى الحد الأعلى للمخزون أو الرصيد السمكي الذي تسمح به ظروف تلك البيئة، أخذاً بالاعتبار أنواع الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى التي تعيش في تلك البيئة، ووفرة الغذاء لجميع الأنواع، وعلاقة ذلك النوع مع الأنواع الأخرى.                                                                                                                                    
فلو تركنا الأمر على طبيعته في البيئة البحرية فسنجد أن حجم المخزون من نوع معين من الأسماك ينمو إلى أن يصل إلى الحجم الأقصى الذي تسمح به تلك البيئة، إلى أن يصبح النمو في حجم المخزون فقط لتعويض ما يهلك من الأسماك نتيجة للظروف الطبيعية فقط، وهي نسبة ضئيلة في العادة من حجم المخزون السمكي.                                                                                         
وبالتالي فإن الصيد الرشيد المقصود هنا هو اصطياد كميات الأسماك التي تعتبر نمواً في المخزون السمكي، بطريقة ملائمة لا تحدث آثاراً سلبية على البيئة البحرية، مع العمل على الإبقاء على الرصيد السمكي اللازم لتجديد المخزون بحالة سليمة وكافية للقيام بالتكاثر في العام المقبل. بمعنى أبسط، فإن الصيد الرشيد هو صيد الكميات الزائدة عن حاجة المخزون والتي يستطيع المخزون تجديدها في موسم التكاثر المقبل، إن توفرت الظروف الطبيعية العادية المناسبة لذلك، دون التأثير السلبي على قدرة المخزون في تجديد مكوناته من الأسماك.    
وبمعني بيئي ومن منطلق إدارة المخزون السمكي إدارة رشيدة يعني ما سبق:
 ضرورة تحديد أو السماح لعدد معين من القوارب أو الصيادين أو معدات الصيد بصيد الكميات الزائدة عن حاجة المخزون الأساسية، ويفضل أن تكون تلك الكميات من الأحجام الكبيرة التي يكون معدل نموها بطيئاً مع الوقت، والتي لن تساهم كثيراً في نمو حجم المخزون السمكي. وذلك محاولة لإبقاء المخزون من ذلك النوع من الأسماك من فئة العمر الفتية، القادرة على النمو بسرعة، وفي الوقت نفسه التي لديها القدرة على التكاثر لتجديد المخزون السمكي. وهذا ما يطلق عليه الاستغلال المستدام للثروة السمكية.            
 الصيد الجائر غير المسئول:
 ضمن الإطار السابق نفسه، يكون الصيد غير المسئول، أو الصيد الجائر هو زيادة قدرات الصيد (عدد القوارب، أو معدات الصيد، أو الوقت المخصص للصيد) الموجهة نحو استغلال المخزون السمكي بشكل أكبر من تلك القدرة اللازمة لصيد الكميات الزائدة من المخزون. وهو الأمر الذي سيترتب عليه في المستقبل تناقص أعداد الأسماك في هذا المخزون بشكل يؤثر سلباً على قدرته على تجديد نفسه طبيعياً، مما يؤدي في النهاية إلى ما يسمى بالصيد الجائر.                                                                                       
والصيد الجائر نوعان: نوع يهدد الأسماك الكبيرة بشكل يؤثر على قدرة المخزون على التكاثر، ويقلل أعداد البيض التي تطرح سنوياً. والنوع الآخر يتركز فيه الصيد على أحجام الأسماك الصغيرة التي لم يكتمل نموها بعد، بحيث أن الصيد المفرط أو الجائر يمارس على أعداد كبيرة من الأسماك صغيرة الحجم التي لها قابلية لمزيد من النمو. وهذا يعتبر خسارة كبيرة من ناحية إنتاجية مصايد الأسماك. ولنضرب مثلاً على ذلك: فلو أن مجمل عمليات الصيد أنتج 1000 سمكة بوزن 1 كيلوجرام للسمكة، لكان الإنتاج الكلي 1000 كيلوجرام. أما إن أنتجت عمليات الصيد 10000 سمكة بوزن 50 جرام لكل سمكة، فإن كمية الصيد ستنخفض إلى 500 كيلوجرام رغم أن عدد الأسماك المصادة تضاعف 10 مرات، وبالتالي فإن صيد الأسماك الصغيرة التي لها القابلية لمزيد من النمو يعتبر خسارة كبيرة للإنتاجية الطبيعية في البيئة.                                                                                                                                 
وعليه فينبغي على الجهات المعنية بالحفاظ على الثروة السمكية تقييم وضع المخزون السمكي، ووضع الضوابط والتنظيمات الكفيلة بحمايته من الاستغلال المفرط، بغية ترشيد استغلاله، واستدامته.

زوجات الرسول - صلى الله عليه و سلم

زوجات الرسول - صلى الله عليه و سلم وأولاده

الزوجة الأولى : السيدة خديجة الكبرى بنت خويلد بن أسد
السيدة الجليلة القرشية الطاهرة ، أم القاسم ، و أم المؤمنين ، و أكمل نساء العالمين ، و أول من آمن بالنبي صلى الله عليه و سلم  ، فآزرته و نصرته و ضحت معه بكل ما تملك ، و لم يتزوج صلى الله عليه و سلم في حياتها غيرها ، رغم أنها تكبره بخمس عشرة سنة ، و هي أم أولاده إلا إبراهيم ، بشرها رسول الله صلى الله عليه و سلم ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه و لا نصب ، سمى رسول الله صلى الله عليه و سلم – عام وفاتها عام الحزن ، و كان قبل الهجرة بثلاثة أعوام .
توفيت عن 65 عام – رضي الله عنها و أرضاها.

الزوجة الثانية : السيدة سودة بنت زمعة القرشية
الصابرة المحتسبة المهاجرة إلى الحبشة ، و بعد عودتها توفي زوجها السكران بن عمرو في مكة ، فعاشت دون عائل ، فتزوجها رسول الله – صلى الله عليه و سلم في الشهر الذي توفيت فيه السيدة خديجة ، فكانت أماً للمؤمنين ، انفردت برسول الله ثلاث سنوات ، و بعد أن كبرت وهبت ليلتها للسيدة عائشة ، روت عن رسول الله خمسة أحاديث .
توفيت آخر خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنها و أرضاها  .

الزوجة الثالثة : السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق
السيدة الجليلة ، الصديقة بنت الصديق ، و أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، تزوجها قبل الهجرة ، و بنى بها بعد عزوة بدر بوحي من الله تعالى ، المبرأة من فوق سبع سموات ، أعلم نساء العالمين و أفقههن ، ظلت تعلم الناس بعد رسول الله سنته و سيرته في بيته قرابة نصف قرن ، و هي أكثر أمهات المؤمنين رواية ، بل من أكثر الصحابة ، حيث لم يرو أكثر منها إلا أبو هريرة و ابن عمر ، روت 2210 أحاديث ، قال عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) و قال لها أيضاُ: ((أنت زوجتي في الدنيا و الآخرة)) و لم يتزوج بكراً غيرها ، توفي رسول الله في حجرها و في ليلتها و دفن في بيتها .
توفيت في 17 رمضان عام 58 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة الرابعة : السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب
أم المؤمنين ، بنت أمير المؤمنين الفاروق – رضي الله عنهما – الصوامة القوامة العابدة ، أرملة شهيد بدر خنيس بن حذافة ، تزوجها صلى الله عليه و سلم في عام 3 هـ إكراماً لأبيها ، روت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم 60 حديثاً .
توفيت عام 41 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة الخامسة : السيدة زينب بنت خزيمة الهلالية
أم المؤمنين و أم المساكين لبرها بهم ، و إحسانها إليهم ، أرملة شهيد أحد عبدالله بن جحش ، توفيت بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم بشهرين أو ثلاثة في السنة الثالثة للهجرة ، و هي أخت أم المؤمنين ميمونة لأمها ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة السادسة : السيدة أم سلمة هند بنت أبي أمية القرشية
أم المؤمنين ، السيدة الجليلة صاحبة الرأي و المشورة ، أرملة شهيد أحد ((أخو رسول الله – صلى الله عليه و سلم بالرضاع)) أبو سلمة ، الذي لم تكن ترى له مثيلاً ، فأخلفها الله خيراً منه رسول الله – صلى الله عليه و سلم فتزوجها في سنة 4 هـ ، فعاشت مع أيتامها في كنف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و روت عنه 378 حديثاً .
توفيت عام 61 هـ ، و هي آخر أمهات المؤمنين وفاة ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة السابعة : السيدة زينب بنت جحش
ابنة عنة رسول الله – صلى الله عليه و سلم – كانت عند زيد بن حارثة الذي تبناه الرسول صلى الله عليه و سلم قبل الإسلام ، ثم شاء الله أن يطلقها زيد ، فزوجها الله لنبيه سنة 5 هـ ليبطل عادة التبني عند العرب، و كانت تفخر على نساء النبي لأن الله تعالى زوجها من نبيه ، أما بقية زوجاته فزوجهن منه صلى الله عليه و سلم – أهلوهن ، روت عن رسول الله أحد عشر حديثاً .
توفيت سنة 20 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة الثامنة : السيدة المباركة جويرية بنت الحارث الخزاعية
بنت زعيم بني المصطلق ، وقعت في الأسر مع قومها فأعتقها رسول الله و تزوجها ، فأعتق الصحابة من بأيديهم من قومها إكراماً لرسول الله ، فكانت أعظم امرأة بركة على قومها ، روت سبعة أحاديث .
توفيت سنة 50 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها
 
الزوجة التاسعة : السيدة صفية بنت حيي زعيم بني النضير
و من نسل نبي الله هارون عليه السلام – العاقلة الدينة ، قتل أبوها و أخوها و زوجها ، و أسرت ، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و تزوجها سنة 7 هـ ، روت عنه – صلى الله عليه و سلم عشرة أحاديث .
توفيت سنة 50 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة العشرة : السيدة ام حبيبة رملة بنت أبي سفيان
المهاجرة إلى الحبشة ، حيث ارتد زوجها عبيدالله بن جحش هناك ، فتبرأت منه ، و عاشت ، غربتين معه حتى مات ، فتزوجا النبي صلى الله عليه و سلم سنة 6 هـ ، فجهزها له النجاشي ، روت عنه 65 حديثاً .
توفيت عام 44 هـ ، رضي الله عنها و أرضاها .

الزوجة الحادي عشرة : السيدة ميمونة بنت الحارث
الزاهدة العابدة التقية ، خالة عبدالله بن عباس ، و خالد بن الوليد ، تزوجها رسول الله في عمرة القضاء عام 7 هـ ، روت عنه 13 حديثاً .
توفيت عام 51 هـ ، و دفنت في المكان الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرف

مارية القبطية :
كانت مهداة من المقوقس صاحب الإسكندرية ((عظيم مصر)) إلى رسول الله فنكحها الرسول بملك اليمين فولدت له إبراهيم ، فأصبحت أم ولد ، و كانت قد أسلمت ، رضي الله عنها توفيت 16 هـ .

ريحانة بنت شمعون :
من بني قريظة ، وقعت في السبي فأسلمت و كانت من سراري النبي صلى الله عليه و سلم.

أولاد الرسول – صلى الله عليه و سلم:

المولود الأول : القاسم ، توفي بمكة قبل البعثة
المولود الثاني : عبدالله و يسمى ((الطيب)) ولد قبيل البعثة و توفي أيضاً بمكة بعد عامين
المولود الثالث : زينب رضي الله عنها و كانت زوجاً لأبي العاص بن الربيع ، كبرى بنات النبي ، فرق الإسلام بينها و بين زوجها ، ثم أسلم و عادت له ، توفيت سنة 8 هـ .
المولود الرابع : رقية رضي الله عنها و كانت زوجاً لعثمان بن عفان ، هاجرت معه إلى الحبشة و ماتت في ليالي غزوة بدر سنة 2 للهجرة و كان يمرضها زوجها عثمان و لذلك لم يشهد بدراً .
المولود الخامس : أم كلثوم و كانت زوجاً لعثمان بعد وفاة أختها رقية ، توفيت في السنة التاسعة للهجرة .
المولود السادس : فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله و كانت زوجاً للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أم الحسن و الحسين ، توفيت بعد وفاة أبيها بستة أشهر .
المولود السابع : إبراهيم و قد مات صغيراً و أمه مارية القبطية

العشرة المبشرين بالجنة

حَدَّثَنَا اَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، اَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، اَنَّهُ قَالَ اَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ اَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ اثَمْ ‏.‏ قِيلَ وَكَيْفَ ذَلِكَ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِرَاءَ فَقَالَ ‏"‏ اثْبُتْ حِرَاءُ فَاِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ اِلاَّ نَبِيٌّ اَوْ صِدِّيقٌ اَوْ شَهِيدٌ ‏"‏ ‏.‏ قِيلَ وَمَنْ هُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ‏.‏ قِيلَ فَمَنِ الْعَاشِرُ قَالَ اَنَا ‏.‏ قَالَ اَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

صفاتهم رضوان الله عليهم

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ اَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اَرْحَمُ اُمَّتِي بِاُمَّتِي اَبُو بَكْرٍ وَاَشَدُّهُمْ فِي اَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَاَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَاَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ اُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَاَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَاَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ اَلاَ وَاِنَّ لِكُلِّ اُمَّةٍ أميناً وَاِنَّ اَمِينَ هَذِهِ الاُمَّةِ اَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ‏"‏ ‏.‏ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

نبذة عن كل منهم

اولاً : ابى بكر
هو عبد الله بن أبى قحافة عثمان بن عامر التيمى القرشى أول الخلفاءالراشدين وأول من آمن برسول الله صلى الله علبه وسلم من الرجال ولد بمكة ونشأ سيد من سادات قريش وغنيا من كبار موسريهم وعالما بأنساب القبائل وأخبارها وسياستها ، وكانت العرب تلقبه بعالم قريش شهد الغزوات كلها وبذل الأموال فى سبيل الله وبويع بالخلافة يوم وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم سنة 11 هجرية
قال عنه الرسول ارحم امتى بأمتى ابو بكر و قال لو كنت متخذ من البشر خليلاً لاتخذت ابو بكر و ذكر فى القرأن بسم الله الرحمن الرحيم اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا صدق الله العظيم

ث
انياً : عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب بن نفيل القرشى العدوى أبو حفص ثانى الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين، مضرب المثل فى العدل، كان فى الجاهلية من ابطال قريش وأشرافهم وله السقاية فيهم أسلم قبل ال هجرية جرة بخمس سنين وشهد الوقائع وكانت له، تجارة بين الشام والحجاز بويع بالخلافة بعد وفاة ابى بكر بعهد منه
قال عنه الرسول اشدهم فى دين الله عمر بن الخطاب لا يخشى فى الله لومة لائم

ث
الثاً : عثمان بن عفان
عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية من قريش أمير المؤمنين ذوالنورين ثالث الخلفاء الراشدين، من كبار من أعتزبهم الإسلام فى عهد ظهوره ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل وكان غنيا شريفا فى الجاهلية ومن أظهر أعماله في الإسلام جمع القرآن الكريم فى مصحف واحد وتجهيز جيشى العسرة بماله صارت إليه الخلافة بعد وفاة عمرسنه 23 هجرية
قال عنه الرسول الا استحى من رجل تستحى منه الملائكة

رابعاً : على ابن ابى طالب
على بن أبى طالب بن عبد المطلب أمير المؤمنين أول الناس اسلاما بعد خديجة ولد بمكة وربى فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم وتزوج من ابنة الرسول السيدة فاطمة الزهراء وكان اللواء فى يده ولى الخلافة بعد مقتل عثمان فأقام بالكوفة وقتل شهيدا فى 17 رمضان سنة 40 هجرية.
قال عنه الرسول الكثير حيث قال له الا تحب ان تكون لى بمنزلة هارون لموسى و قال له انا منك وانت منى و قال ايضاً اقضاهم فى دين الله على فهو خير قاضى فى الاسلام .

خامساً : الزبير بن العوام
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله ويكنى أبا عبيد الله. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد أصحاب الشورى
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ‏"‏ ‏.‏

سادساً : سعيد بن زيد
سعيد بن زيد بن عمرو صحابى من خيار الصحابة شهد المشاهد كلها الا بدرا وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ولد بمكة وتوفى بالمدينة و له فى الصحيحين 48 حديثا.

سابعاً : سعد بن ابى وقاص
سعد بن مالك بن أهيب أحد العشرة المبشرين بالجنة روى عن النبى صلى الله عليه وسلم كثيرا وروت عنه عائشة وابن عباس وأبن عمر.
نزلت فيه اربعه ايات من القرأن و قد تنبأ له النبى بعرش كسرى

ثامناً : طلحة بن عبيد الله
يكفيه وصف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له بقوله "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وروي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال لما كان يوم أحد سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) طلحة الخير وفي غزوة ذي العشيرة طلحة الفياض ويوم خيبر طلحة الجود

تاسعاً : عبد الرحمن بن عوف
أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن عبد الحارث الزهرى القرشى صحابى من أكابرهم وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم شهد المشاهد كلها توفى بالمدينة.

عاشراً : أبو عبيده بن الجراح
هو عامر بن الجراح بن هلال الفهرى القرشى فاتح الديار الشامية صحابى لقبه النبى صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة له فى الصحيحين 14حديثا.
و قال عنه المصطفى لكل امة امين وامين هذة الامة ابو عبيده بن الجراح.

القرض الحسن

القرض الحسن هو أحد أبواب التكافل الاجتماعي التي شرعها الإسلام وحث عليها ورتب عليها الأجر، وقد ورد القرض الحسن في القرآن الكريم في مواضع عدة قال تعالى: «من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط إليه ترجعون» (البقرة ـ 245). وقال تعالى: «ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا» (المائدة ـ 12). وقال تعالى: «إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم» (الحديد ـ 18). وقال تعالى: «إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم» (التغابن ـ 17) وقال تعالى: «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا» (المزمل ـ 20). قال الحسن رحمه الله كل ما في القرآن من لفظ القرض فهو التطوع، وقيل هو العمل الصالح من الصدقة وغيرها إذا قدمها محتسبا صادقا. ومن هنا نجد أن بعض العلماء قد قصر القرض الوارد في القرآن الكريم على ما ينفقه العبد على وجه التقرب إلى الله من وجوه الإنفاق المختلفة التي لا يسعى المنفق فيها إلى استرداد ما أنفق بحيث يكون العوض منه سبحانه وتعالى يوم القيامة كالهبات والصدقات وتجهيز الجيوش والغزاة في سبيل الله. إلا أنني أرى أنه لا يجب قصرها على هذا النوع من القربات، بل يدخل فيها ما يقدمه المسلم لأخيه المسلم من القرض الحسن إذا فعل ذلك بنية التقرب إلى الله بالتيسير على أخيه المسلم. ويعضد قولي هذا الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي>>.                                                          
 حيث نلحظ أن اللفظ القرآني ورد بلفظ القرض الحسن ولم يرد بلفظ الإنفاق أو الصدقة مع أن القرآن مليء بالآيات الواردة بهذين اللفظين وأمثالهما التي تحث على الإنفاق في سبيل الله كقوله تعالى: «قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين» (سبأ ـ 3) وذلك لمعنى زائد فيه وهو حث المسلمين على تقديم القرض الحسن لإخوانهم على سبيل التقرب إلى الله وطلب الأجر منه لأنه من عقود الارتفاق. حيث إن المقرض لا يعود عليه من قرضه نفعا سوى الأجر والمثوبة من الله، لأنه لو زاد أو استزاد لدخل في الربا المحرم شرعا الملعون آكله وموكله، كاتبه وشاهدوه كما في الحديث الذي رواه مسلم. بل إن القرض الحسن في الإسلام أفضل من الصدقة كما جاء بذلك الحديث الذي رواه أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دخل رجل الجنة فرأى مكتوبا على بابها: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر». (أخرجه البيهقي في السنن والطبراني في الكبير، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة 3407).                                                                                                              
 ومع أهمية القرض الحسن في الإسلام وما رتب الله عليه من الأجر إلا أننا لا نجد له أثرا في ثقافة الصيرفة الإسلامية اليوم مع أنه يمكن أن يصنف ضمن المسؤولية الاجتماعية لهذه الصناعة، حيث إنه يعتبر أحد الروافد التي حث عليها الإسلام لسد الفجوة بين الفقراء والأغنياء ونقل الثروة من ذوي الفائض إلى المحتاجين. كما أنه يساهم في زيادة الإنتاجية في المجتمع، حيث إن قنوات التمويل للفئات ذات الدخل المحدود تكاد تكون مسدودة نظرا لعدم وجود الضمانات الكافية لديهم. إلا أن من المضحك المبكي أن يتم استغلال هذا المبدأ الإسلامي الفريد من قبل أحد رواد الصيرفة الإسلامية كأداة تسويق الهدف منها جذب حسابات الرواتب التي لا تزال حرة ولم ترتبط بأي تمويل حيث قرنه بالعديد من الشروط التي حولته من قرض حسن هدفه التوسعة على المسلمين المحتاجين إلى ما يشبه الطعم لاصطياد هذه الحسابات مما أدى إلى استهجان غالبية أفراد المجتمع التي رأت في هذا التصرف استغلالا للدين ومبادئه الراقية من قبل البنك لتحقيق أهدافه المادية عبر تفريغ هذه القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة من مضامينها وغاياتها. فهل بهذا التصرف وأمثاله يكون وفاء الصيرفة الإسلامية للمبادئ التي قامت عليها.                                                                                                                                                                                                        
المصدر: لاحم الناصر، مستشار في المصرفية الإسلامي 

الصورة وتأثيرها


من سمات عصرنا الراهن أنه «عصر الصورة»، مما يعني هيمنة الصورة وسيادتها لتكون إحدى أهم أدوات عالمنا المعرفية والثقافية والاقتصادية والإعلامية، والصورة ليست أمراً مستجداً في التاريخ الإنساني، وإنما تحولت من الهامش إلى المركز، ومن الحضور الجزئي إلى موقع الهيمنة والسيادة على غيرها من العناصر والأدوات الثقافية والإعلامية.


أولاً: قوة الصورة في إيصال الرسالة الإعلامية

1. البصر أهم وأكثر حواس الإنسان استخداماً في اكتساب المعلومات.

2. قوة الصورة تنطلق من مفهوم التصديق والتكذيب، لأن الرؤية البصرية هي أساس التصديق، ولذلك يقال «ليس راءٍ كمن سمعا».
 
3. الصورة تخاطب كل البشر، المتعلم والأمي، الصغير والكبير، وتكسر حاجز اللغات، لذلك فهي الأوسع انتشاراً.

4. تختلف الصورة عن الكلمة المنطوقة أو المكتوبة لأنها ترتبط بشيء ملموس ومحسوس ومحدد، والكلمة مرتبطة بشيء تجريدي، غير ملموس، ويتصف بالتعميم.

5. تختلف الصورة عن الكلمة المكتوبة في سهولة التلقي، لأن القراءة تتطلب التأمل وإشغال الذهن، أما الصورة فلا تحتاج جهداً ذهنياً كبيراً لتلقيها.

6. الصورة تختلف عن النص المكتوب، الذي يتطلب تفكيك العلاقات القائمة بين الكلمات، بجهد وتركيز وبطء، بينما الصورة تعطي الرسالة دفعة واحدة.

7. من أجل ذلك انتشر المثل المشهور الذي يقول: "إن الصورة تساوي ألف كلمة".


ثانياً: الصورة التلفزيونية والتأثير

1. إن الصورة في التلفزيون أخذت بعداً جديداً يزيد على الصورة الثابتة، فهي صورة حية تتكلم وتتحرك، وهذا أعطاها فعلاً تأثيرياً إضافياً.

2. يزداد تأثير الصورة بسبب تكوينها التقني وبلاغتها التكنولوجية، وإشباعها بالألوان الأصوات والمؤثرات، بحيث تستفز أحاسيس المشاهد البصرية والسمعية وتستحوذ عليه.

3. لقد تفوق التلفزيون على كل وسائل الاتصال والإعلام الأخرى بسبب سطوة الصورة المتحركة، ولأنه يأتي في بيتك، وفي غرفة نومك، وفي جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وجهاز الهاتف المتحرك الذي تحمله في جيبك.

4. إن الصورة التلفزيونية المتحركة ببهائها وألوانها الزاهية جذابة ومغرية، توحي بالاسترخاء، وتمنح متعة التلقي.

5. إن الصورة التلفزيونية بالغة التأثير، بسبب سرعتها الخاطفة، وتعاقبها الشديد، فلا يجد الذهن وقتاً للتفكير والتمعن والتأمل.

6. من أجل ذلك أصبحت الصورة الحية أكثر الوسائل الإعلامية إقناعاً، وقدرةً على التأثير.


ثالثاً: الصورة رسالة

1.      الصورة رسالة بين مرسل ومستقبل، وهي رسالة ذات مضمون، إما أن تكون ذات مضمون سطحي للاستهلاك، أو مضمون عميق له شفرة وألغاز يجب حلها، أو مضمون يستقر في العقل الباطن للمتلقي دون أن يشعر.

2. الصورة تعكس هدف من قام بإنتاجها وعرضها.

3. إن الصورة المعروضة أو اللقطة المشاهدة هي خيار منتجها وعارضها، فهي واحدة من بين عشرات أو مئات الصور الأخرى المرتبطة بالشيء نفسه، أو الحدث ( المصور ) نفسه لكن قد تم استبعادها واختيرت الصورة المعروضة.

4. عملية اختيار الصورة تهدف إلى إرسال رسالة بعينها، أو بث معنى محدد، وقد تكون الرسالة محاولة لتشويه الحقيقة أو مواربتها، فزاوية اللقطة وحدودها، وعملية المونتاج التي تتعرض لها، والسياق الذي تبث فيه، والتعليق الصوتي أو المكتوب الذي يصاحبها، ووقت البث ومناسبته، كلها عوامل تساهم في إحداث أثر معين ( مخطط له ) ومقصود بذاته في ذهن المتلقي.

5. إن الصورة ليست محايدة، بل هي متحيّزة أحياناً، وقادرة على إخفاء ذلك التحيّز.

6. إن قراءة الصورة عند الأمي تختلف عن قراءتها لدى المتعلم والمثقف، لأن المثقف يحاول الوصول إلى المعنى الكامن في ما وراء الصورة، وليس الاكتفاء بالمتعة البصرية.

رابعاً: من نتائج ثقافة الصورة

1. أصبحت الصورة تتلاعب بالعقول، وتفصل متابعها عن العالم الحقيقي، بحيث لا يعود يعرف الواقع إلا من خلال الصورة المتتالية المسيطرة.

2. استطاعت الصورة أن تمارس هيمنة وسلطة على المتلقي المنبهر، والمشاهد المستهلك السلبي، الذي تقتصر لذته على المتعة البصرية.

3. استطاعت الصورة أن تكون عنصراً أساسياً في تشكيل شخصية الإنسان، وفي تشكيل تصوراته عن الواقع، بشكل يفوق خبراته الفعلية اليومية المعاشة.

4. لقد أدت صناعة الصورة إلى هيمنة ثقافة المظهر والشكل، والإبهار واللمعان والاستعراض، على حساب ثقافة الجوهر والمضمون، والقيمة والعمق.

5. أصبحت الصورة قادرة على توجيه سلوك المستهلك، والتحكم بذوقه وعقله، وتحديد ماذا يأكل، وماذا يشرب، وكيف يلبس، وكيف يتصرف.
 
6. توغلت الصورة داخل وعي الإنسان وأصبحت تؤسس لاختيارات وتفضيلات، وتحفيزات وتحيّّزات، وتطلق حاجيات، وتحدث رغبات.

7. وفي عصر صناعة الصورة أصبحت الصورة تقيم معادلاً خيالياً للواقع، بل يصبح الواقع أحياناً صورة شاحبة عن الصورة، فتكون الصورة هي الأساس وليس الواقع، وأصبحت الصورة أحياناً تسبق الواقع وتمهد له.

سادساً: الصورة والإعلام الجديد

إن اندماج التقنيات وتداخلها وتطورها خلال السنوات الأخيرة، مع بروز وسائل الإعلام الجديد، يعطي كثيراً من الثقافات فرصة ذهبية جديدة لإثبات وجودهم، وحماية أنفسهم، وتدعيم ذواتهم، من خلال المشاركة بفعالية في معركة الصورة العالمية، التي أصبحت متاحة للجميع، بل إن آلة التصوير الفوتوغرافي وتصوير مقاطع الفيديو أصبحت ترافقنا باستمرار ضمن الهواتف المتنقلة في جيوبنا.

الحداثة

على الرغم من الاختلاف بين الكثير ممن أرخوا للحداثة الأوربية حول بدايتها الحقيقية وعلى يد من كانت, فإن الغالبية منهم يتـفقون على أن تاريخها يبدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي على يدي بودلير، وهذا لا يعني أن الحداثة قد ظهرت من فراغ ، فإن من الثابت أن الحداثة رغم تمردها وثورتـها على كل شيء، حتى في الغرب، فإنها تظل إفرازاً طبيعياً من إفرازات الفكر الغربي الذي قطع صلته بالدين على ما كان في تلك الصلة من انحراف، وذلك منذ بداية ما يسمى بعصر النهضة في القرن الخامس عشر الميلادي، حين انفصلت المجتمعات الأوربية عن الكنيسة، وثارت على سلطتها الروحية التي كانت بالفعل كابوساً مقيتاً محارباً لكل دعوة للعلم الصحيح، والاحترام لعقل الإنسان، وحينها انطلق المجتمع هناك من عقاله بدون ضابط أو مرجعية دينية، وبدأ يحاول أن يبني ثقافته من منطلق علماني بحت فظهرت كثير من الفلسفات والنظريات في شتى مناحي الحياة. وطبيعي ما دام لا قاعدة لهم ينطلقون منها لتصور الكون والحياة والإنسان، ولا ثابت لديهم يكون محوراً لتقدمهم المادي، ورقيهم الفكري والحضاري، أن يظهر لديهم كثير من التناقض والتضاد، ولا جامع بين هذه الأفكار إلا أنها مادية ملحدة، ترفض أن ترجع لسلطان الكنيسة الذي تحررت من نيره قبل ذلك.

فكان من أول المذاهب الأدبية الفكرية ظهوراً في الغرب: "الكلاسيكية" الذي كان امتداداً لنظرية المحاكاة التي أطلقها أرسطو الأب الروحي للحضارة الغربية، وكما قال إحسان عباس: " فإن الكلاسيكية تؤمن أن الإنسان محدود في طاقته، وأن التقاليد يمكن أن تكون ذات جوانب حسنة جميلة، فهي تميل دائماً إلى التحفظ واللياقة ومراعاة المقام والخيال الكلاسيكي خيال مركزي، مجند في خدمة الواقع".

ثم جاءت الرومانسية فكانت ثورة وتمرداً على الكلاسيكية، فقدست الذات والبدائية والسذاجة ورفضت الواقع، ادعت أن الشرائع والتقاليد والعادات هي التي أفسدت المجتمع، ويجب أن يجاهد في تحطيمها، ومع كل هذا الرفض والثورة وعدم وجود البديل لدى هذا المذهب، فشل الرومانسيون في تغيير الواقع، فأوغلوا في الخيال المجنح والتحليق نحو المجهول. يقول أحد رموزهم ويدعى (وايتمان): "لو سرت مع الله في الجنة وزعم أنه جوهريا أعظم مني، فإن ذلك ليؤذيني وسأنسحب بالتأكيد من الجنة". وقد كان من أساطين هذا المذهب في الغرب : بايرون، وشيلي، وكيتس، ووردزورث، وكولريدج، وشيلر . وأخذ هذا المذهب الأدبي الفكري في بلاد العرب: شعراء المهجر، ومدرسة الديوان، وجماعة أبولو، على اختلاف بينهم في مقدار التأثر به.

ثم كان هناك التطور إلى المذهب البرناسي، ثم المدرسة الواقعية التي تطورت إلى الرمزية التي كانت الخطوة الأخيرة قبل الحداثة. وكان من رموز المدرسة الرمزية التي تمخضت عنها الحداثة في الجانب الأدبي على الأقل، الأمريكي إدغار ألن بو، وقد تأثر به كثير من الرموز التاريخية للحداثة مثل: مالارميه، وفاليرى وموباسان، وكان المؤثر الأول في فكر وشعر بودلير أستاذ الحداثيين في كل مكان.
.
 وقد نادى إدغار بأن يكون الأدب كاشفاً عن الجمال، ولا علاقة له بالحق والأخلاق (ابداع بلا وصاية)، وبالفعل كانت حياته لا علاقة لها بالحق ولا الأخلاق ولا الجمال أيضاً وكذلك شعره وأدبه؛ فقد كانت حياته موزعة بين القمار والخمور، والفشل الدراسي والعلاقات الفاسدة، ومحاولة الانتحار بالأفيون، حتى قيل عنه عند موته في إحدى الصحف الأمريكية "ومما يبعث الأسى لموته، هو ـ قبل كل شيء ـ الاعتراف بأن الفن الأدبي قد فقد نجماً من أسطع نجومه ولكن من أمعنهم في الضلال"

 وعلى خطى إدغار سار تلميذه بودلير أستاذ الحداثيين، ممعنا في الضلال، وبعيداً عن الحق والأخلاق . وكان يعتبر عميد الرمزية والخطوة الأولى للحداثة من الناحية الأدبية على الأقل، وإلا فهناك روافد أخرى ساهمت في تشكيل الحداثة. وقد نادى بودلير بالفوضى في الحس والفكر والأخلاق، ويقول عبد الحميد جيدة: " لقد قام المذهب الرمزي الذي أراده بودلير على تغيير وظيفة اللغة الوضعية، بإيجاد علاقات لغوية جديدة، تشير إلى مواضيع لم تعهدها من قبل … ويطمح أيضاً إلى تغيير وظيفة الحواس عن طريق اللغة الشعرية، ولذا لا يستطيع القارئ أو السامع أن يجد المعنى الواضح المعهود في الشعر الرمزي"
 وهذا هو بالضبط ما نقرأه ونسمعه من أدباء الحداثة المحليين عندنا اليوم، بعد ما يقارب مئة عام على ظهور رمية بودلير وعبثيته وذاتيته. أليس هذا غريباً مع دعواهم التجاوز للسائد والنمطي والاجترار من النماذج السابقة كما يسمونـها ؟؟ 
ويقول محمد برادة: "الخيبة التي انتهى إليها بودلير من مراهنته على حداثته، ليس فقط أن الشاعر بودلير يعاني موت الجمال ويبكيه .. إنه يعاني كذلك غياباً، لا غياب الله أو موته؛ بل أكثر من ذلك. الحداثة تغلف وتقنع غياب البراكسيس وإخفاقه بمعناه الماركسي، والبراكسيسي الثوري الشامل، وإنها تكشف هذا الغياب، وستكون الحداثة داخل المجتمع البرجوازي، هي ظل الثورة الممكنة"

ويقول غالي شكري " وقديماً كان بودلير نبيا للشعر الحديث حين تبلور إحساسه المفاجئ العليل، بحياة فردية لا تـنسجم مع المثل التي ينادي بها العصر الذي يعيش فيه. 
ولتعرف من هو نبي الحداثة هذا الذي يقدسونه وينعتونه بكل جميل، أذكر لك بعض ما ذكره عنه مصطفى السحرتي في مقدمة ترجمة لديوانه (أزهار الشر): "لقد كانت مراحل حياته منذ الطفولة نموذجاً للضياع والشذوذ، ثم بعد نيل الثانوية قضى فترة في الحي اللاتيني حيث عاش عيشة فسوق وانحلال، وهناك أصيب بداء الزهري، عاش في شبابه عيشة تبذل وعلاقات شاذة مع مومسات باريس، ولاذ في المرحلة الأخيرة من حياته بالمخدرات والشراب"وقد توفي في الدائرة السادس عشرة بين إتوال و تروكاديرو في زقاق بمأوى الصحة التي كان يشرف على رعايتها الدكتور دوفال.
ويقول إبراهيم ناجي مترجم ديوان (أزهار الشر) لبودلير: "إن بودلير كان يحب تعذيب الآخرين ويتلذذ به، وكان يعيش مصاباً بمرض انفصام الشخصية
 ويكفي للدلالة على خسته أن فرنسا على ما فيها من انحلال وميوعة ومجون وفساد، منعت نشر بعض قصائده عندما طُبع ديوانه في باريس سنة 1957 م . ويقول عنه كاتب أوروبي: "إن بودلير شيطان من طراز خاص"، ويقول عنه آخر: "إنك لا تشم في شعره الأدب والفن، وإنما تشم منها رائحة الأفيون". هذا هو بودلير أبو الحداثة الذي تسود صفحات صحفنا بالحديث عنه والاستشهاد بأقواله وأشعاره.

وكان من رواد الحداثة الغربيين بعد بودلير (رامبو)، وهو كما يقول عبد الحميد جيدة: " دعا إلى هدم عقلاني لكل الحواس وأشكال الحب والعذاب والجنون، ودعا إلى أن يكون الشعر رؤية ما لا يرى، وسماع ما لا يسمع، وفي رأيه أن الشاعر لا بد أن يتمرد على التراث وعلى الماضي, ويقطع أية صلة مع المبادئ الأخلاقية والدينية …. وتميز شعره فنيا بغموضه، وتغييره لبنية التركيب والصياغة اللغوية عما وضعت له، وتميز أيضاً بالصور المتباعدة المتناقضة الممزقة"
وعلى آثاره كان (مالارميه) و (بول فاليري)، ووصلت الحداثة في الغرب شكلها النهائي على يدي الأمريكي اليهودي عزرا باوند، والإنجليزي توماس إليوت، وقد تأثرت بهم الموجات الأولى من الحداثيين العرب مثل : السياب، ونازك، والبياتي، وحاوي، وأدونيس وغيرهم تأثراً كبيراً، وتعتبر قصيدة الأرض الخراب لإليوت هي معلقة الحداثيين العرب بما حوته من غموض ورمزية، حولت الأدب إلى كيان مغلق، تتبدى في ثناياه الرموز والأساطير، واللغة الركيكة العامية، إلى آخر ما نراه اليوم من مظاهر لأدب الحداثيين اليومي . ثم واصلت الحداثة رحلتها حين قادها مجموعة من الشيوعيين مثل : نيرودا، وأراجون، وناظم حكمت، ويفتشنكو؛ أو من الوجوديين مثل: سارتر, وعشيقته البغي: سيمون دى بوفوار، والبيركامو.

هذا هو بتعميم وإيجاز شديد تاريخ الحداثة الغربية، وقد حدد الحداثي الشيوعي العربي غالي شكري الروافد التي غذت بذرة الحداثة الخبيثة فقال:
 "كانت هذه المجموعة من الكشوف تفصح عن نظرة تاريخية تستضيء بالماضي، لتفسر الحاضر وتتـنبأ بالمستقبل، فالمنهج الجدلي والمادية التاريخية يتعرفان على أصل المجتمع، ثم يفسران أزمة العصر أو النظام الرأسمالي، ثم يتـنبآن بالمجتمع الاشتراكي الذي ينعدم فيه الصراع الطبقي. أما الدارونية فتتعرف على أصل الإنسان العضوي ثم تفسر كيانه الراهن وتتـنبأ بالسوبرمان. وهكذا الميثولوجية تتعرف على أصل التكوين العقائدي للبشرية، ثم تفسر القلق العقائدي المعاصر، وتتـنبأ بما سيكون عليه حال الإنسانية القادمة، ومعنى ذلك أن رؤيا القرن التاسع عشر هي في جوهرها رؤيا علمية عقلانية تاريخية تستهدف الإنارة الكاملة للإنسان .

وهكذا انتهت الحداثة في النهاية إلى الجمع بين ضلالات البشر، فمن شيوعية مادية إلى دارونية تقول : "بأن أصل الإنسان حشرة "، وميثولوجية تنكر أن يكون الأصل في الأديان التوحيد، وأن الإنسان الأول ما لجأ إلى التدين إلا لجهله بالطبيعة وخوفه منها، حين لم يستطع أن يواجهها بالتفسير العلمي الصحيح

التكنولوجيا والعلم الحديث

المفهوم الشائع لمصطلح التكنولوجيا هو استعمال الكمبيوتر والأجهزة الحديثة ، و هذه النظرة محدودة الرؤية ، فالكمبيوتر نتيجة من نتائج التكنولوجيا ، بينما التكنولوجيا التى يقصدها هذا المقرر هى طريقة للتفكير وحل المشكلات ، وهى أسلوب التفكير الذى يوصل الفرد إلى النتائج المرجوة أى أنها وسيلة وليست نتيجة ، و أنها طريقة التفكير فى استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته  ، لذا يري اللقاني والجمل أن التكنولوجيا تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته.                                                                                     
ويمكن تعريفها بأنها ” العلم الذي يعنى بعملية التطبيق المنهجي للبحوث والنظريات وتوظيف عناصر بشرية وغير بشرية فى مجال معين ، لمعالجة مشكلاته ، وتصميم الحلول العلمية المناسبة لها ، وتطويرها ، واستخدامها وإدارتها وتقويمها لتحقيق أهداف محددة".
ويرى آخرون أنها العلاقة بين الإنسان والمواد والأدوات كعناصر للتكنولوجيا وأن التطبيق التكنولوجي يبدأ لحظة تفاعل هذه العناصر معًا ، وتعرفها كوثر كوجك على أنها  جهد وفكر إنساني، وتطبيق المعلومات والمهارات لحل مشكلات الإنسان ، وتوفير احتياجاته وزيادة قدراته.
و هي التطبيق المنظم للمعرفة ، والعلوم الأخرى المنظمة ، في مجال معين أو التطبيق العلمي التي تتعلق بالعلوم الطبيعية بهدف الحصول على نتائج علمية محددة ، بمعني أنها الجانب التطبيقي للمعرفة والنظريات العلمية لتحقيق أهداف محددة.

 ويلخص حسين كامل بهاء الدين رؤيته لمفهوم التكنولوجيا قائلا:
إن التكنولوجيا فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أن تكون مجرد اقتناء معدات “  ، ويعتقد كل من ماهر إسماعيل صبري وصلاح الدين محمد توفيق  أن التكنولوجيا ليست مجرد علم أو تطبيق العلم أو مجرد أجهزة بل هي أعم وأشمل من ذلك بكثير فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والجانب التطبيقي.

من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا على أنها:
" جهد إنساني و طريقة للتفكير فى استخدام المعلومات والمهارات والخبرات و العناصر البشرية وغير البشرية المتاحة فى مجال معين وتطبيقها فى اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته"
 خصائص التكنولوجيا:
1 - التكنولوجيا علم مستقل له أصوله وأهدافه ونظرياته
2 - التكنولوجيا علم تطبيقي يسعى لتطبيق المعرفة
3 - التكنولوجيا عملية تمس حياة الناس
4 - التكنولوجيا عملية تشتمل مدخلات وعمليات ومخرجات
5 - التكنولوجيا عملية شاملة لجميع العمليات الخاصة بالتصميم والتطوير والإدارة
6 - التكنولوجيا عملية ديناميكية أى أنها حالة من التفاعل النشط المستمر بين المكونات
7 - التكنولوجيا عملية نظامية تعنى بالمنظومات ومخرجاتها نظم كاملة أى أنها نظام من نظام
8 - التكنولوجيا هادفة تهدف للوصول إلى حل المشكلات
9 - التكنولوجيا متطورة ذاتيًا تستمر دائمًا فى عمليات المراجعة والتعديل والتحسين.

يمكن تحديد المكونات الثلاثة التالية للتكنولوجيا:
المدخلات:
وتشمل جميع العناصر والمكونات اللازمة لتطوير المنتج ، من :  أفراد ، نظريات وبحوث ، أهداف ، آلات ، مواد وخامات ، أموال ، تنظيمات إدارية ، أساليب عمل ، تسهيلات.
العمليات :
وهى الطريقة المنهجية المنظمة التى تعالج بها المدخلات لتشكيل المنتج.
المخرجات:
وهى المنتج النهائي فى شكل نظام كامل وجاهز للاستخدام كحلول للمشكلات.

 التربية التكنولوجية:
عرف اليونسكو التربية التكنولوجية على أنها تلك الحاجات الإنسانية المعرفية و المهارية التي يعتمد عليها الفرد فى حياته ، وهى ذاتها تعتمد بدورها على نظم التربية وأساليب التكنولوجيا ، بينما عرفها جراى على أنها خطة لتنفيذ حاجات المجتمع ومتطلباته ، بداية من التدريب على مهارات التفكير ومرورًا بعمليات تطوير المهارات المطلوبة لقوة العمل ، وانتهاءً بتحقيق أهداف تنمية الفرد والمجتمع ، وهى مسئولية المؤسسات التربوية ؛ لأنها مجال من المجالات النوعية فى الميدان التربوي ، لذا يجب تطبيق مناهج التربية التكنولوجية فى مدارسنا بعد اختيار ما يناسب مجتمعنا ، كما أجمع الباحثون على ذلك, وعرفها كل من  ماهر صبري وصلاح الدين توفيق بأنها:  عملية هادفة ومنظمة يتم من خلالها تزويد الفرد بالقدر اللازم من الخبرات التكنولوجية من معارف ومهارات واتجاهات وسلوك وأخلاقيات والتي تعمل علي تنوير هذا الفرد وتثقيفه تكنولوجيا ، بينما يعرفها كل من أحمد اللقاني وعلي الجمل  علي أنها نوع من الفكر يركز علي كفايات الفرد من حيث تناول المواد الدراسية وتبسيطها وتنويعها ، وبالشكل الذي يتناسب مع كل متعلم ، ويهتم هذا الفكر بوسيلة نقل محتوي المادة العلمية والأجهزة والمعدات والمواقف التعليمية.  
                   
عناصر التربية التكنولوجية:
القدرة التكنولوجية:
وهذا يعنى قدرة الاشتراك فى العمليات النشطة للتكنولوجيا بمعنى:
- معرفة الاحتياجات والفرص للحلول التكنولوجية.
- التصميم والتنفيذ والتصنيع والبيع والتشغيل والصيانة واستخدام المنتجات التكنولوجية.
- الاكتساب والتطبيق للمعرفة والفهم والمهارات.
- الاختبار والتقييم للمنتجات التكنولوجية.